شام تايمز – متابعة
صدّر للكاتب السوداني إبراهيم الإعيسر سيرته، “بوهيمي في القاهرة” الصادر عن (دار العندليب)، والذي يؤكد أن كل الأحداث “حقيقية”، معرّفاً “البوهيمية” بأنها تعود إلى الغجر القادمين من “بوهيميا”، وأصبحت تطلق على من يعيش وفق نمط حياتي غير مألوف.
قاموس الأكاديمية الفرنسية يعرّف البوهيمية بأنها “من يعيش حياة التشرّد وحياة غير منتظمة من دون موارد مضمونة، ومن لا يقلق حيال الغد”. وقد يحمل التعريف معاني إيجابية كالتمرّد، وعدم المبالاة بالوضع الاجتماعي، انطلاقاً من فلسفة خاصة بالعيش.
تبدأ قصة الإعيسر من تلك اللحظة التي حمل فيها اسم جده “إبراهيم”، ثم اسم الشهرة “تراوري” تشبّهاً باللاعب المالي المعروف.
وإن كانت شخصيته تشبه أكثر الشاعر والفنان السوداني محمد بهنس، الذي توفي عام 2013 في ظرف مأساوي متجمداً في ليلة باردة في القاهرة، وهي النهاية التي أبكت الإعيسر قبل أن يجد نفسه يسير على خطاه.
بعد سنته الأولى في الجامعة، ترك الكاتب دراسته، ثم فقد والده وشقيقه، وتخلت بعدها عنه حبيبته المصرية، ثم جاء إلى القاهرة لدوافع تعليمية وثقافية، لكن أوضاعه المادية تدهورت بشدّة مع استمرار الحرب في السودان، فأحس بنفسه كشجرة يتيمة في الشارع، مع أنه “لو تطايبت النفوس، الفراش بشيل مية” كما يقول المثل.
يخصّص الإعيسر الفصل الثاني من كتابه لرحلة الهروب من الجحيم السوداني، عبر حافلة مرّت بقريته بوجود مليشيا الجنجويد، والمعارك التي دارت بينها وبين الأهالي، فاستغلّ الفرصة ورحل، تاركاً كتبه وصوره و”الجيتار” و”الكاميرا” وهدايا الأصدقاء.
ويأتي الفصل الثالث بعنوان “ذاكرة الحب” ويخص وصوله إلى القاهرة في يناير 2024، للقاء مع حبيبته “بيلسان” ذات الأصول اللبنانية، وتسجيل نفسه رسمياً كلاجئ، بانتظار فرصة قبوله كمهاجر في أستراليا أو باريس، كما قدم في “اللوتري” الأميركي ورفض.
ثم يأتي الفصل الرابع بعنوان “ذاكرة الفن”، ويتناول فيه علاقته بالفنون والآداب منذ عام 2015، والتحاقه بالجامعة في الخرطوم والانتباه إلى الفوارق الطبقية الحادة بين العاصمة والريف.